• عدد المراجعات :
  • 6436
  • 12/14/2013
  • تاريخ :

ترشيد الإنسان في مجال العلاقات الخاصة

ابراز وجود

لكل إنسان علاقات عامة في المجتمع، وكل إنسان يتكون وينشأ في مجتمعه الخاص، وهو لا يختار مجتمعه كما لا يختار أباه وأمّه، ولكن الإنسان الراشد يختار في مجال علاقاته الخاصة.*

وفي مجال العلاقات الخاصة، فإنّ الإنسان يتعامل في المجتمع مع غيره من الناس في عدة أطر، فيكون في الأسرة زوجاً أو زوجة، وفي المجال الاقتصادي يكون شريكاً في زراعة أو صناعة أو تجارة وما إلى ذلك، وفي الحياة الإنسانية العامة يكون له أصحاب وأصدقاء، وفي السفر يكون له رفقاء. هو يرتبط بغيره ارتباطاً خاصاً بحسب العلاقات التعاقدية وغير التعاقدية التي يقتضيها الاجتماع الإنساني.

وقد أرشدت الشريعة الإسلامية الإنسان إلى أن يدقق في اختيار من تربطه بهم علاقات خاصة في مجال تكوين الأسرة والعمل الاقتصادي والصحبة والسكن وغيرها من علاقات الحياة.

نجد في السنة النبوية الشريفة والسيرة النبوية والسلف الصالح توجيهات مهمة في اختيار هۆلاء، فلا يقيم الإنسان الراشد ارتباطات مع غيره من دون فحص وتمحيص الصفات والأخلاق والأوضاع التي يتصف بها الشخص المراد الارتباط به في الحياة الزوجية أو الحياة العملية الخاصة، أو في الحياة العامة.

وقد أمر الله تعالى في الشريعة وأرشد رسولُ الله (ص) في سنته إلى البحث والتدقيق في اختيار الزوج أو الزوجة، وأوصت الشريعة بأن يبحث الإنسان في صفات وأوضاع الشخص الذي يريد أن يتزوج منه.

فمن الكتاب جملة من الآيات، منها:

قوله تعالى: (وَأَنْكِحُوا الأيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النور/ 32).

ومن السنة جملة من الروايات:

فمن ذلك الحديث المشهور المعتبر عن رسول الله (ص) من طريق أئمة أهل البيت "عليهم السلام" وعن الصحابة أنّه قال: "إيّاكم وخضراء الدمن" قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: "المرأةُ الحَسْنَاءُ في مَنْبِتِ السُّوء" (1).

ومن ذلك قول الإمام الصادق "عليه السلام" لبعض أصحابه في شأن اختيار الزوجة: "أنظر أين تضع نفسك، ومن تشركه في مالك وتطلعه على سرك، فإن كنتَ لابدّ فاعلاً فبِكراً تُنسَبُ إلى الخير وإلى حُسنِ الخلق".

وفي شأن اختيار الزوج ورد الحديث المشهور الصحيح، وهو عن الإمام الجواد "عليه السلام"، عن رسول الله (ص): "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينَه (وبعض الروايات: دينه وأمانته) فزوِّجوه، ألا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير عريض" (2).

وروي عن الإمام الصادق "عليه السلام" في تحديد الكفوء للزواج: "الكفوء أن يكون عفيفاً وعنده يسار" (3).

وهذه النصوص وغيرها وردت في السنة المروية من طريق أئمة أهل البيت "عليهم السلام" ومن طريق الصحابة (رض).

كذلك أمرت الشريعة باختيار الصاحب والرفيق سواء كان في السفر أو في الحضر، وعدم التورط بإنشاء علاقات مع أي كان، بل يجب أن يكون الصاحب والرفيق من أهل التقوى والخلق والأمانة.

ومما ورد في هذا الشأن من السنة الشريفة:

ما روي عن ابن عباس عن رسول الله (ص)، قال: قيل: يا رسول الله أي الجلساء خير؟ قال: "من تذكركم الله رۆيتُه، ويزيد في علمكم منطقُه، ويرغبكم في الآخرة عملُه" (4).

وعن الإمام الصادق "عليه السلام" قال: "كان أمير المۆمنين علي "عليه السلام" إذا صعد المنبر قال: ينبغي للمسلم أن يتجنب مۆاخاة ثلاثة: الماجن الفاجر، والأحمق، والكذّاب..." (5).

ومن ذلك ما رواه الخطيب البغدادي عن الإمام علي "عليه السلام" وعن رافع بن خديج (رض): "الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق، والزاد قبل الرحيل".

وقد روي عن السيدة الزهراء "عليه السلام" فيما نقل عنها الإمام الحسن "عليه السلام"، بعد أن سألها عن قيامها في الليل للدعاء: "الجار ثمّ الدار".

اعداد: سيد مرتضى محمدي

المصادر:

*كتاب الوصايا .الشيخ محمد مهدي شمس الدين

(1) رواه الدار قطني في (الأفراد) عن أبي سعيد الخدري. والحديث في وسائل الشيعة: 20/35 وص48 من مقدمات النكاح (باب: 7 و14، ح4 و6).

(2) الوسائل (ج20، باب 28، حديث 1 و2 و3). ورواه الترمذي عن أبي حاتم المزني.

(3) الوسائل (ج20، باب 28، ح4 و5 و7).

(4) الوسائل (ج12، أبواب المعاشرة؛ والباب 11، ح4).

(5) المصدر السابق (باب 15، ح1).


الإسلام والأسرة في مجتمع متطور

التربية منهجية إسلامية أم فرضيات علمية؟

"حب المظاهر"في المجتمع..وهم أم حقيقة؟ 

الثقافة من التبجّح الى الانتاج!

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)